بدأت الشرطة في العاصمة البريطانية لندن تنفيذ حملة مكثفة للحد من انتشار حمل الآلات الحادة بين الشباب والمراهقين فى المدينة التى شهدت مقتل 14 صبيا طعناً بالسكاكين خلال الشهور الخمسة الماضية فقط.
وقد شهدت محطات القطار والحافلات تواجدا شرطيا ملحوظا حيث يقوم رجال الشرطة بتفتيش من يشتبه بحمله السكين او الادوات الحادة التى قد تتسبب فى ايذاء الاخرين.
آخر الضحايا
وكان احدث ضحايا الاعتداءات المتكررة بالسكين في لندن هو الممثل الشاب روب نوكس الذى ظهر فى أحد افلام هاري بوتر الشهيرة. فقد تلقى نوكس طعنات قاتلة من زميل دراسة سابق متهم في حوادث اعتداء بالسكين سابقة على هذا الحادث.
لقي نوكس، 18 عاما، حتفه عندما طعنه شاب، 21 عاما، أمام احد البارات جنوب شرق العاصمة لندن، عندما حاول الاول الدفاع عن شقيقه الاصغر. واصيب خمسة اخرون من اصدقاء نوكس فى نفس المشاجرة. ولاتخلو صحف لندن من عناوين لحوادث قتل او سرقة او محاكمات لمراهقين على صلة بجرائم السكين.
كثف رجال الشرطة تواجدهم بحثا عن حاملي السكاكين
وقد دفع تكرار الحوادث المستخدم بها السلاح الابيض ( السكين بانواعه ) عمدة لندن المنتخب حديثا بوريس جونسون الى الاعلان عن تشديد الاجراءات الامنية فى وسائل النقل العام بتكثيف التواجد الشرطي والتفتيشات المفاجئة.
وكان وزير الداخلية البريطاني السابق تشارلز كلارك قد صرح سابقا بأن التعامل مع " ثقافة السكين خاصة بين المراهقين، ضرورة قصوى لضمان سلامة مجتمعنا، وإني عازم على تقليل الاثار المدمرة الناجمة عن جرائم السكين".
نشرات واستنفار
في محطة القطارات بفكتوريا وسط لندن، كما في باقي المحطات، استخدم رجال الشرطة البوابات والاجهزة الالكترونية والكلاب المدربة لرصد المشتبه بحملهم للسكين. في حين قام عدد اخر منهم بتوزيع نشرات تفيد بأن شرطة لندن تنفذ حملة وطنية ضد جرائم الاعتداء بالآلات الحادة.
النشرة تطلب من المارة والركاب التعاون مع رجال الشرطة بالابلاغ فورا عمن يشتبهون بحمله السكين من أى نوع مع ضمان عدم الكشف عن هوية المبلغ.
كما يطلب من الركاب المرور عبر البوابات الالكترونية المخصصة للكشف عن الالات الحادة والمشابهة لتلك المستخدمة بالمطارات والاماكن الحيوية الاخرى.
وقال احد الضباط المشاركين في الحملة لبي بي سي ان من يوجد بحوزته سكين دون مبرر يواجه عقوبة السجن التى قد تصل الى ثلاث سنوات او الغرامة التى تصل الى عدة مئات من الجنيهات ( الجنيه الاسترليني يساوى دولارين تقريبا).
وبرغم تنفيذ الحملة بكثافة في خطوط القطارات، تقول الاحصاءات الرسمية ان القطارات لاتزال الاكثر أمنا بين وسائل التقل في بريطانيا حيث لايقع سوى اعتداء واحد بالسكين لكل 4 مليون مسافر بالقطار.
حملة متأخرة
وفي رد فعل لهذا الاجراء قالت احدى السيدات وهى من اصل عراقي تقيم في لندن، ان الحملة على السكين تأخرت كثيرا " اذ كان لابد ان تتم منذ وقت طويل."
وتضيف " انا لا أشعر بالامان عند ركوب وسائل النقل العامة فى المساء بسبب احتمال تعرضي لاذى من هؤلاء الذين يحملون السكاكين او يحتسون الخمور دون وعي."
وفي استطلاعات صحفية قال بعض الصبية انهم ربما يحملون السكين للدفاع عن انفسهم وليس بغرض الاعتداء على الاخرين. وقال بعضهم انها نوع من " الوجاهة واثبات القوة والنضج او الرجولة ".
من ناحية اخرى يبدأ فى الاول من يونيو / حزيران القادم ، تنفيذ حظر تناول المشروبات الكحولية فى وسائل النقل العامة، فيما يبدو انه محاولة اخرى للسيطرة على الجريمة والسيطرة على الشارع اللندني بعد تفشي جرائم العنف المرتبطة أحيانا باحتساء الخمور.